﴿وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً﴾ بلاقع ليس فيها نبات
﴿ولا تقولنَّ لشيء إني فاعل ذلك غداً﴾
﴿إلا أن يشاء الله﴾ هذا تأديبٌ من الله سبحانه لنبيه ﷺ وأمرٌ له بالاستثناء بمشيئة الله سبحانه فيما يعزم يقول: إذا قلت لشيءٍ: إني فاعله غداً فقل: إن شاء الله ﴿واذكر ربك إذا نسيت﴾ أراد: إذا نسيت الاستثناء بمشيئة الله سبحانه فاذكره وقله إذا تذكَّرت ﴿وقل عسى أن يهدين ربي﴾ أَيْ: يعطيني ربِّي من الآيات والدّلالات على النُّبوَّة ما يكون أقرب في الرُّشد وأدلَّ من صحَّة قصَّة أصحاب الكهف ثمَّ فعل الله به ذلك حيث أتاه علم غيوب المرسلين وخبرهم ثمَّ أخبر عن قدر مدَّة لبثهم في الكهف بقوله:
﴿ولبثوا في كهفهم﴾ منذ دخلوه إلى أن بعثهم الله ﴿ثلاث مائة سنين وازدادوا﴾ بعدها تسع سنين