﴿قل﴾ يا محمد: ﴿الله أعلم بما لبثوا﴾ ممَّن يختلف في ذلك ﴿له غيب السماوات والأرض﴾ علم ما غاب فيهما عن العباد ﴿أَبْصِرْ به وأسمع﴾ ما أبصرَ الله تعالى بكلِّ موجودٍ وأسمعَه تعالى لكلِّ مسموعٍ ﴿ما لهم﴾ لأهل السماوات والأرض ﴿من﴾ دون الله ﴿من ولي﴾ ناصرٍ ﴿ولا يشرك﴾ الله ﴿فِي حُكْمِهِ أَحَدًا﴾ فليس لأحدٍ أن يحكم بحكمٍ لم يحكمْ به الله
﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ﴾ اتَّبع القرآن ﴿لا مبدِّل لكلماته﴾ لا مغيِّر للقرآن ﴿ولن تجد من دونه ملتحداً﴾ أَيْ: ملجأ
﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ والعشي﴾ مفسر فِي سورة الأنعام إلى قوله: ﴿وَلا تَعْدُ عيناك عنهم﴾ أَيْ: لا تصرف بصرك إلى غيرهم من ذوي الهيئات والرُّتبة ﴿تريد زينة الحياة الدنيا﴾ تريد مجالسة الأشراف ﴿ولا تطع﴾ في تنحية الفقراء عنك ﴿من إغفلنا قلبه عن ذكرنا﴾ جعلناه غافلاً ﴿وكان أمره فرطاً﴾ أَيْ: ضَياعاً هلاكاً لأنَّه ترك الإِيمان والاستدلال بآيات الله تعالى واتَّبع هواه
﴿وقل﴾ يا محمَّد لمن جاءك من النَّاس: ﴿الحق من ربكم﴾ يعني: ما آتيتكم به من الإِسلام والقرآن ﴿فمن شاء فليؤمن ومَنْ شاء فليكفر﴾ تخييرٌ معناه التَّهديد ﴿إنا أعتدنا﴾ هيَّأنا ﴿للظالمين﴾ الذين عبدوا غير الله تعالى ﴿ناراً أحاط بهم سرادقها﴾ وهو دخان يحيط بالكفَّار يوم القيامة ﴿وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا﴾ مِمَّا هُمْ فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ والعطش ﴿يُغاثوا بماءٍ كالمهل﴾ كمذاب الحديد والرَّصاص في الحرارة ﴿يشوي الوجوه﴾ حتى يسقط لحمها ثمَّ ذمَّه فقال: ﴿بئس الشراب﴾ هو ﴿وساءت﴾ النَّار ﴿مرتفقاً﴾ منزلاً ثمَّ ذكر ما وعد المؤمنين فقال: