﴿وضع الكتاب﴾ وُضع كتاب كلِّ امرئ فِي يمينه أو شماله ﴿فترى المجرمين﴾ المشركين ﴿مشفقين ممَّا فيه﴾ خائفين ممَّا فيه من الأعمال السيئة ﴿وَيَقُولُونَ﴾ لوقوعهم في الهلكة: ﴿يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ﴾ لا يترك ﴿صغيرة﴾ من أعمالنا ﴿ولا كبيرة إلاَّ أحصاها﴾ أثبتها وكتبها ﴿ووجدوا ما عملوا حاضراً﴾ في الكتاب مكتوباً ﴿ولا يظلم ربك أحداً﴾ لا يعاقب أحداً بغير جرمٍ ثمَّ أمر نبيَّه عليه السَّلام أن يذكر لهؤلاء المُتكبِّرين عن مجالسة الفقراء قصَّة إبليس وما أورثه الكبر فقال:
﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إبليس كان من الجن﴾ أَيْ: من قبيلٍ من الملائكة يُقال لهم: الجنُّ ﴿ففسق﴾ خرج ﴿عن أمر ربه﴾ إلى معصيته في ترك السُّجود ﴿أفتتخذونه وذريته﴾ أولاده وهو الشَّياطين ﴿أولياء من دوني﴾ تطيعونهم في معصيتي ﴿وهم لكم عدوٌّ﴾ كما كان لأبيكم عدواً ﴿بئس للظالمين بدلاً﴾ بئس ما استبدلوا بعبادة الرَّحمن طاعة الشَّيطان
﴿ما أشهدتهم﴾ ما أحضرتهم يعني: إبليس وذريَّته ﴿خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم﴾ أخبر عن كمال قدرته واستغنائه عن الأنصار والأعوان فيما خلق ﴿وما كنت متخذ المضلين عضداً﴾ أنصاراً وأعواناً لاستغنائي بقدرتي عن الأنصار