﴿قال﴾ عيسى عند ذلك: ﴿إني عبد الله﴾ أقرَّ عل نفسه بالعبوديَّة لله سبحانه وتعالى ﴿آتاني الكتاب﴾ علَّمني التَّوراة وقيل: الخطَّ
﴿وجعلني نبياً * وجعلني مباركاً﴾ معلِّماً للخير أدعو إلى الله تعالى ﴿أين ما كنت وأوصاني بالصلاة﴾ أمرني بالصلاة ﴿والزَّكاة﴾ الطَّهارة ﴿ما دمت حيَّاً﴾
﴿وبرَّاً﴾ لطيفاً ﴿بوالدتي﴾
﴿والسلام عليَّ يوم ولدت﴾ الآية أَيْ: السَّلامة عليَّ من الله تعالى في هذه الأحوال
﴿ذلك عيسى ابنُ مريم﴾ أَيْ: الذي قَالَ: ﴿إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ﴾ الآية هو عيسى ابن مريم لا ما يقول النَّصارى مِنْ أنَّه إله وإنَّه ابن الله ﴿قول الحق﴾ أيْ: هذا الكلام قول الحقِّ والحقُّ: هو الله سبحانه وقيل: معنى قوله الحقِّ: أنَّه كلمةُ الله ﴿الذي فيه يمترون﴾ يشكُّون يعني: اليهود يقولون: إنَّه لِزَنيةٍ وإنَّه كذَّاب ساحر ويقول النَّصارى: إنَّه ابن الله
﴿وما كان لله﴾ ما ينبغي له سبحانه ﴿أن يتخذ من ولد﴾ أَيْ: ولداً ﴿سبحانه﴾ تنزيهاً له عن ذلك ﴿فإذا قضى أمراً﴾ أراد كونه ﴿فإنما يقول له كن فيكون﴾ كما قال لعيسى: كن فكان من غير أبٍ
﴿وإنَّ الله ربي وربكم﴾ هذا راجعٌ إلى قوله تعالى: ﴿وأوصاني بالصَّلاة﴾ وأوصاني بأنَّ الله ربِّي وربُّكم ﴿فاعبدوه﴾ ﴿هذا﴾ الذي ذكرت ﴿صراط مستقيم﴾


الصفحة التالية
Icon