﴿ولقد عهدنا إلى آدم﴾ أمرناه وأوصينا إليه ﴿من قبل﴾ هؤلاء الذين تركوا أمري ونفضوا عهدي في تكذيبك ﴿فنسي﴾ فترك ما أمر به ﴿ولم نجد له عزماً﴾ حفظاً لما أُمر به وقوله:
﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إبليس أبى﴾
﴿فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى﴾
﴿إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى﴾
﴿ولا تضحى﴾ أَيْ: لا يؤذيك حرُّ الشَّمس وقوله:
﴿شجرة الخلد﴾ يعني: مَنْ أكل منها لم يمت وقوله:
﴿فغوى﴾ فأخطأ ولم ينل مراده ممَّا أكل ويقال: لم يرشد
﴿ثم اجتباه﴾ اختاره ﴿ربه فتاب عليه﴾ عاد عليه بالرَّحمة والمغفرة ﴿وهدى﴾ أي: هداه إلى التوبة وقوله:
﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنْي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فلا يضل ولا يشقى﴾
﴿من أعرض عن ذكري﴾ موعظتي وهي القرآن ﴿فإنَّ له معيشة ضنكاً﴾ ضيقى يعني: في جهنَّم وقيل: يعني عذاب القبر ﴿ونحشره يوم القيامة أعمى﴾ البصر
﴿قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بصيراً﴾


الصفحة التالية
Icon