﴿وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ﴾ الآية يريد: لم يُبعثْ رسولٌ إلاَّ بتوحيد الله سبحانه ولم يأتِ رسولٌ أُمّته بأنَّ لهم إلهاً غير الله
﴿وقالوا اتخذ الرحمن ولدا﴾ يعني: الذين قالوا: الملائكة بنات الله والمعنى: وقالوا: اتَّخذ الرحمن ولداً من الملائكة ﴿سبحانه﴾ ثمَّ نزَّه نفسه عمَّا يقولون ﴿بل﴾ هم ﴿عباد مكرمون﴾ يعني: الملائكة مكرمون بإكرام الله إيَّاهم
﴿لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ﴾ لا يتكلَّمون إلاَّ بما يأمرهم به ﴿وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾
﴿يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم﴾ ما علموا وما هم عاملون ﴿وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارتضى﴾ لمن قال: لا إله إلاَّ الله ﴿وهم من خشيته مشفقون﴾ خائفون لأنَّهم لا يأمنون مكر الله
﴿ومَنْ يقل منهم﴾ من الملائكة ﴿إني إلهٌ من دونه﴾ من دون الله تعالى ﴿فذلك نجزيه جهنم﴾ يعني: إبليس حيث ادَّعى الشِّركة في العبادة ودعا إلى عبادة نفسه ﴿كذلك نجزي الظالمين﴾ المشركين الذين يعبدون غير الله تعالى
﴿أَوَلَمْ يَر﴾ أولم يعلم ﴿الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً﴾ مسدودةً ﴿ففتقناهما﴾ بالماء والنَّبات كانت السَّماء لا تُمطر والأرض لا تُنبت ففتحهما الله سبحانه بالمطر والنَّبات ﴿وجعلنا من الماء﴾ وخلقنا من الماء ﴿كلَّ شيء حي﴾ يعني: إنَّ جميع الحيوانات مخلوقةٌ من الماء كقوله تعالى: ﴿والله خلق كلَّ دابَّةٍ من ماءٍ﴾ ثمَّ بكَّتهم على ترك الإيمان فقال: ﴿أفلا يؤمنون﴾ وقوله: