﴿وأيوب إذ نادى ربه﴾ دعا ربَّه ﴿أني مسني الضرُّ﴾ أصابني الجهد وقوله:
﴿وآتيناه أهله ومثلهم معهم﴾ وهو أنَّ الله تعالى أحيا مَنْ أمات من بنيه وبناته ورزقه مثلهم من الولد ﴿رحمة﴾ نعمةً ﴿من عندنا وذكرى للعابدين﴾ عظةً لهم ليعلموا بذلك كما قدرتنا وقوله:
﴿وذا الكفل﴾ هو رجلٌ من بني إسررئيل تكفَّل بخلافه نبيٍّ في أمته فقام بذلك
قال تعالى ﴿وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين﴾
﴿وذا النون﴾ وذاكر صاحب الحوت وهو يونس عليه السَّلام ﴿إذ ذهب﴾ من بين قومه ﴿مغاضباً﴾ لهم قبل أمرنا له بذلك ﴿فظن أن لن نقدر عليه﴾ أن لن نقضي عليه ما قضينا من حبسه في بطن الحوت ﴿فنادى في الظلمات﴾ ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة اللَّيل ﴿أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظالمين﴾ حيث غاضبت قومي وخرجت من بينهم قبل الإذن
﴿وكذلك﴾ وكما نجيناه ﴿ننجي المؤمنين﴾ من كربهم إذا استغاثوا بنا ودعونا وقوله:
﴿لا تذرني فرداً﴾ أَيْ: وحيداً لا ولد لي ولا عقب ﴿وأنت خير الوارثين﴾ خير من يبقى بعد من يموت وقوله:
﴿وأصلحنا له زوجه﴾ بأن جعلناها ولوداً بعد أن صارت عقيماً ﴿إنهم كانوا يسارعون في الخيرات﴾ يُبادرون في عمل الطَّاعات ﴿ويدعوننا رغباً﴾ في رحمتنا ﴿ورهباً﴾ من عذابنا ﴿وكانوا لنا خاشعين﴾ عابدين في تواضع
﴿وإذا كانوا معه على أمر جامع﴾ يجمعهم في حربٍ حضرت أو صلاةٍ في جمعةٍ أو تشاورٍ في أمرٍ ﴿لم يذهبوا﴾ لم يتفرقوا عن النبيِّ ﷺ ﴿حتى يستأذنوه﴾ نزلت في حفر الخندق كان المنافقون ينصرفون بغير امر رسول الله ﷺ وقوله:
﴿اتَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾ أَيْ: لا تقولوا إذا دعوتموه: يا محمد كما يقول أحدكم لصاحبه ولكن قولوا: يا رسول الله يا نبيَّ الله ﴿قد يعلم الله الذين يتسللون﴾ يخرجون في خُفيةٍ من بين النَّاس ﴿لواذاً﴾ يستتر بغيره فيخرج مُختفياً ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره﴾ أَيْ: يخافون أمر الرسول ﷺ وينصرمن بغير إذنه ﴿أن تصيبهم فتنة﴾ بلية يظهر نفاقهم ﴿أو يصيبهم عذاب أليم﴾ عاجلٌ في الدُّنيا
﴿ألا إنَّ لله ما في السماوات والأرض﴾ عبيداً وملكاً وخلقاً


الصفحة التالية
Icon