﴿يا أيها الناس﴾ يعني: يا أهل مكَّة ﴿ضرب مثل﴾ بُيِّن لكم ولمعبودكم شَبَهٌ ﴿فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ الله﴾ من الأصنام ﴿لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا﴾ كلُّهم لخلقه ﴿وإن يسلبهم الذباب شيئاً﴾ ممَّا عليهم من الطَّيب ﴿لا يستنقذوه منه﴾ لا يستردُّوه منه لعجزهم ﴿ضعف الطالبُ والمطلوب﴾ يعني: العابد والمعبود والطَّالب: الذُّباب يطلب من الصَّنم ما لطِّخ به من الزَّعفران والطِّيب وهو مَثَلٌ لعابده يطلب منه الشَّفاعة والنُّصرة والمطلوب: الصنم
﴿ما قدروا الله حق قدره﴾ ما عظَّموه حقَّ تعظيمه إذ أشركوا به ما لا يمتنع من الذُّباب ولا ينتصر منه
﴿الله يصطفي من الملائكة رسلاً﴾ مثل جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السَّلام ﴿ومن الناس﴾ يعني: النبيِّين عليهم السَّلام ﴿إنَّ الله سميع﴾ لقول عباد ﴿بصير﴾ بمَنْ يختاره
﴿يعلم ما بين أيديهم﴾ ما عملوه ﴿وما خلفهم﴾ وما هم عاملون ممَّا لم يعلموه
قال تعالى ﴿يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الخير لعلكم تفلحون﴾