﴿فذرهم في غمرتهم﴾ حيرتهم وضلالتهم ﴿حتى حين﴾ يريد: حتى حينِ الهلاكِ بالسَّيف أو الموت
﴿أيحسبون أنما نمدُّهم به﴾ ما نبسط عليهم ﴿من مال وبنين﴾ من المال والأولاد في هذه الدُّنيا
﴿نسارع لهم في الخيرات﴾ نُعطيهم ذلك ثواباً لهم ﴿بل لا يشعرون﴾ أنَّ ذلك استدراجٌ ثمَّ رجع إلى ذكر أوليائه فقال:
﴿إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ﴾ خائفون عذابه ومكره
﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ﴾
﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ﴾
﴿والذين يؤتون ما آتوا﴾ يُعطون ما يُعطون ﴿وقلوبهم وجلة﴾ خائفةٌ أنَّ ذلك لا يُقبل منهم وقد أيقنوا أنَّهم إلى ربِّهم صائرون بالموت وقوله:
﴿وهم لها سابقون﴾ أَيْ: إليها ثمَّ ذكر أنَّه لم يُكلِّف العبد إلاَّ ما يسعه فقال:
﴿ولا نكلف نفساً إلاَّ وسعها﴾ فمَنْ لم يستطع أن يصلي قائماً فليصلِّ جالساً ﴿ولدينا كتاب﴾ يعني: اللَّوح المحفوظ ﴿ينطق بالحق﴾ يُبيِّن بالصِّدق ﴿وهم لا يظلمون﴾ لا ينقصون من ثواب أعمالهم ثمَّ عاد إلى ذكر المشركين فقال:
﴿بل قلوبهم في غمرة﴾ في جهالةٍ وغفلةٍ ﴿من هذا﴾ الكتاب الذي ينطق بالحقِّ ﴿ولهم أعمال من دون ذلك﴾ وللمشركين أعمالٌ حبيثة دون أعمال المؤمنين الذين ذكرهم ﴿هُمْ لَهَا عَامِلُونَ﴾


الصفحة التالية
Icon