﴿يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حتى تستأنسوا﴾ تستأذنوا ﴿وتسلموا على أهلها﴾ وهو أن يقول: السَّلام عليكم أَأَدخلُ
﴿فإن لم تجدوا فيها﴾ في البيوت ﴿أحداً﴾ يأذن لكم في دخولها ﴿فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لكم ارجعوا﴾ انصرفوا ﴿فارجعوا﴾ ولا تقفوا على أبوابهم ﴿هو﴾ أي: الرُّجوع ﴿أزكى لكم﴾ أطهر لكم وأصلح فلمَّا نزلت هذا الآية قيل: يا رسول الله أفرأيت الخانات والمساكن في الطَّريق ليس فيها ساكن؟ فأنزل الله سبحانه
﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مسكونة﴾ بغير استئذانٍ ﴿فيها متاع﴾ منفعةٌ ﴿لكم﴾ في قضاء حاجةٍ أو نزولٍ وغيره
﴿قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم﴾ يكفُّوها عن النَّظر إلى ما لا يحلُّ ﴿ويحفظوا فروجهم﴾ عن مَنْ لا يحلُّ وقيل: يستروها حتى لا تظهر وقوله:
﴿ولا يبدين زينتهن﴾ يعني: الخلخالين والقُرطين والقلائد والدَّماليج ونحوها ممَّا يخفى ﴿إلاَّ ما ظهر منها﴾ وهو الثِّياب والكحل والخاتم والخضاب والسِّوار فلا يجوز للمرأة أن تظهر إلاَّ وجهها ويديها إلى نصف الذِّراع ﴿وليضربن بخمرهنَّ﴾ وليلقين مقانعهنَّ ﴿على جيوبهن﴾ ليسترون بذلك شعورهنَّ وقرطهنَّ وأعناقهنَّ ﴿ولا يبدين زينتهن﴾ يعن: الزينة الخفيَّة لا الظَّاهرة ﴿إلاَّ لبعولتهن﴾ أزواجهنَّ وقوله: ﴿أو نسائهنَّ﴾ يعني: النِّساء المؤمنات فلا يحلُّ لامرأةٍ مسلمةٍ أن تتجرَّد بين يدي امرأةٍ مشركةٍ إلاَّ إذا كانت المشركة مملوكةً لها وهو قوله: ﴿أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أولي الإربة من الرجال﴾ يعني: الذين يتَّبعون النِّساء يخدمونهنَّ ليصيبوا شيئاً ولا حاجة لهم فيهنَّ كالخصيِّ والخنثى والشَّيخ الهَرِم والأحمق العنِّين ﴿أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النساء﴾ لم يقووا عليها ﴿وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زينتهنَّ﴾ أَيْ: لا يضربن بإحدى الرِّجلين على الأخرى ليصيب الخلخالُ الخلخالَ فيعلم أنَّ عليها خلخالين فإنَّ ذلك يحرِّك من الشَّهوة ﴿وتوبوا إلى الله جميعاً﴾ راجعوا طاعة الله سبحانه فيما أمركم ونهاكم عنه من الآداب المذكورة في هذه السُّورة