﴿ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات﴾ يعني: القرآن ﴿ومثلاً﴾ وخبراً وعبرةً ﴿من الذين خَلَوا﴾ مضوا ﴿من قبلكم﴾ يعني: ما ذكر من قصص القرون الماضية
﴿الله نور السماوات والأرض﴾ أَيْ: بنوره وهداه يهتدي من في السماوات والأرض ثمَّ ضرب مثلاً لذلك النُّور الذي يقذفه في قلب المؤمن حتى يهتدي به فقال: ﴿مثل نوره كمشكاة﴾ وهي الكوَّة غير النَّافذة والمراد بها ها هنا الذي وسط القنديل كالكوَّة يُوضع فيها الذُّبالة وهو قوله: ﴿فيها مصباح﴾ يعني: السِّراج ﴿المصباح في زجاجة﴾ لأنَّ النُّور في الزُّجاج وضوء النَّار أبين منه في كلِّ شيءٍ ﴿الزجاجة كأنها كوكب﴾ لبياضه وصفائه ﴿دريّ﴾ منسوبٌ إلى أنه كالدر ﴿يوقد﴾ أي: الزُّجاجة والمعنى للمصباح ولكنه حذف المضاف مَنْ قرأ بالياء أراد: يُوقد المصباح ﴿من شجرة﴾ أَيْ: من زيت شجرةٍ ﴿مباركة زيتونة لا شرقية﴾ ليست ممَّا يطلع عليها الشَّمس في وقت شروقها فقط ﴿ولا غربية﴾ أو عند الغروب والمعنى: ليس يسترها عن الشَّمس في وقتٍ من النَّهار شيءٌ فهو أنضر لها وأجود لزيتها ﴿يكاد زيتها يضيء﴾ لصفائه دون السراج وهو قوله: ﴿وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ﴾ يعني: نور السراج ونور الزيت ثم قال عزَّ مِنْ قائلٍ: ﴿يهدي الله لنوره مَنْ يشاء﴾ الآية


الصفحة التالية
Icon