﴿أفي قلوبهم مرض﴾ فجاء بلفظ التَّوبيخ ليكون أبلغ في ذمِّهم ﴿أم ارتابوا﴾ شكُّوا ﴿أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ﴾ أي: يظلم ﴿بل أولئك هم الظالمون﴾ لأنفسهم بكفرهم ونفاقهم
﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فأولئك هم الفائزون﴾
﴿وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ﴾ وذلك أنَّ المنافقين حلفوا أنَّهم يخرجون إلى حيث يأمرهم الرسول ﷺ للغزو والجهاد فقال الله تعالى: ﴿قل لا تقسموا طاعة معروفة﴾ خيرٌ وأمثلُ من يمينٍ تحنثون فيها
﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فإنما عليه ما حمَّل﴾ من تبليغ الرِّسالة ﴿وعليكم ما حملتم﴾ من طاعته الآية
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ليستخلفنَّهم في الأرض﴾ ليورثنَّهم أرض الكفَّار من العرب والعجم ﴿كما استخلف الذين من قبلهم﴾ يعني: بني إسرائيل ﴿وليمكنَّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم﴾ حتى يتمكَّنوا منه من غير خوفٍ ﴿وليبدلنَّهم من بعد خوفهم﴾ من العدوِّ ﴿أمناً﴾ لا يخافون معه العدوَّ ﴿ومن كفر﴾ بهذه النِّعمة فعصى الله ورسوله وسفك الدِّماء ﴿فأولئك هم الفاسقون﴾ فكان أوَّل مَنْ كفر بهذه النِّعمة بعد ما أنجز الله وعده الذين قتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه فعادوا في الخوف وظهر الشر والخلاف