﴿وقالوا أساطير الأولين﴾ أَيْ: هو ما سطره الأوَّلون ﴿اكتتبها﴾ كتبها ﴿فهي تملى عليه بكرة وأصيلاً﴾ يعنون أنَّه يختلف إلى مَنْ يعلَّمه بالغداة والعشيِّ
﴿قل﴾ يا محمد لهم: ﴿أنزله﴾ أنزل القرآن ﴿الذي يعلم السر في السماوات والأرض﴾ يعلم بواطن الأمور فقد أنزله على ما يقتضيه علمه
﴿وقالوا مال هذا الرسول﴾ يعنون محمداً عليه السَّلام ﴿يأكل الطعام﴾ أنكروا أن يكون الرَّسول بصفة البشر ﴿ويمشي في الأسواق﴾ طلباً للمعاش يعنون أنَّه ليس بملك ولام مَلَكٍ ﴿لولا﴾ هلاَّ ﴿أنزل إليه ملك﴾ يُصدِّقه ﴿فيكون معه نذيراً﴾ داعياً إلى الله يشاركه في النُّبوَّة
﴿أو يلقى إليه كنز﴾ يستغني به عن طلب المعاش ﴿وقال الظالمون﴾ المشركون: ﴿إن تتبعون﴾ ما تتبعون ﴿إِلا رَجُلا مسحوراً﴾ مخدوعاً
﴿انْظُرْ﴾ يا محمد ﴿كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ﴾ إذ مثَّلوك بالمسحور والفقير الذي لا يصلح أن يكون رسولاً والناقص عن القيام بالأمور إذ طلبوا أن يكون معك مَلَك ﴿فضلوا﴾ بهذا القول عن الدَّين والإِيمان ﴿فلا يستطيعون سبيلاً﴾ إلى الهدى ومخرجاً من ضلالتهم