﴿إذ قال موسى﴾ اذكر يا محمَّد قصَّة موسى حين قال ﴿لأهله﴾ في مسيرة من مدين إلى مصر وقد ضلَّ الطَّريق وأصلد زنده: ﴿إني آنست ناراً﴾ أبصرتها من بعيد ﴿سآتيكم منها بخبر﴾ عن الطَّريق أين هو ﴿أو آتيكم بشهاب قبسٍ﴾ شعلة نار أقتبسها لكم ﴿لعلكم تصطلون﴾ تستدفئون من البرد
﴿فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النار﴾ أَيْ: مَنْ في طلب النَّار وقصدها والمعنى: بورك فيك يا موسى يقال: بورك فلانٌ وبورك له وبورك فيه ﴿ومَنْ حولها﴾ وفيمن حولها من الملائكة وهذا تحيَّةٌ من الله سبحانه لموسى وتكرمةٌ له ﴿وسبحان الله ربِّ العالمين﴾ تنزيهاً لله من السُّوء وقوله:
﴿يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾
﴿تهتزُّ﴾ أَيْ: تتحرَّك ﴿كأنَّها جانّ﴾ حيَّةٌ خفيفةٌ ﴿ولى مدبراً ولم يعقب﴾ ولم يرجع ولم يلتفت قلنا: ﴿يا موسى لا تخف﴾
﴿إلا من ظلم﴾ لكن مَنْ ظلم نفسه ﴿ثمَّ بدَّل حسناً بعد سوء﴾ أَيْ: تاب ﴿فإني غفورٌ رحيم﴾ وقوله:
﴿في تسع آيات﴾ أَيْ: من تسع آيات أنت مرسلٌ بها ﴿إلى فرعون وقومه﴾ وقوله:
﴿مبصرة﴾ أَيْ: مضيئةً واضحةً


الصفحة التالية
Icon