﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾
﴿وكانوا مستبصرين﴾ أَيْ: في ضلالتهم معجبين بها وقيل: حسبوا أنَّهم على الهدى وهم على الباطل وقيل: أتوا ما أتوه وقد بيِّن لهم أنَّ عاقبته العذاب
﴿وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ﴾
﴿فكلاً﴾ من الكفَّار ﴿أخذنا﴾ عاقبنا ﴿بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً﴾ وهم قوم لوط ﴿ومنهم من أخذته الصيحة﴾ قوم ثمود ﴿ومنهم مَنْ خسفنا به الأرض﴾ قارون وقومه ﴿ومنهم من أغرقنا﴾ قوم نوح وفرعون ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ﴾ لأنَّه قد بيَّن لهم بإرسال الرَّسول ﴿ولكن كانوا أنفسهم يظلمون﴾ بكفرهم
﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ﴾ يعني: الأصنام في قلَّة غنائها عنهم ﴿كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً﴾ لا يدفع عنها حراً ولا برداً ﴿وإنَّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت﴾ وذلك أنَّه لا بيت أضعف منه فيما يتَّخذه الهوامُّ ﴿لو كانوا يعلمون﴾ موضعَه عند قوله: مثلُ الذين اتخذوا من دونه أولياء لو كانوا يعملون كمثل العنكبوت فهو مؤخَّر معناه التقديم وقوله:
﴿إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾
﴿وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا العالمون﴾
﴿خلق الله السماوات وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ﴾