﴿بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ من ناصرين﴾
﴿فأقم وجهك للدين حنيفاً﴾ أَيْ: أقبل عليه ولا تُعرض عنه ﴿فطرة الله﴾ أي: اتَّبع فطرة الله أَيْ: خِلقة الله التي خلق النَّاس عليها وذلك أنَّ كلَّ مولودٍ يُولد على ما فطره الله عليه من أنَّه لا ربَّ له غيره كما أقرَّ له لمَّا أُخرج من ظهر آدم عليه السَّلام ﴿لا تبديل لخلق الله﴾ لم يبدَّلِ الله سبحانه دينه فدينُه أنَّه لا ربَّ غيره ﴿ذلك الدين القيم﴾ المستقيم
﴿منيبين إليه﴾ راجعين إلى ما أمر به وهو حالٌ من قوله: ﴿فأقم وجهك﴾ والمعنى: فأقيموا وجوهكم لأنَّ أمره أمرٌ لأمته وقوله:
﴿من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً﴾ مفسَّرٌ في سورة الأنعام ﴿كلُّ حزب﴾ كلُّ جماعةٍ من الذين فارقوا دينهم ﴿بما لديهم فرحون﴾ أَيْ: يظنون أنَّهم على الهدى ثمَّ ذكر أنَّهم مع شركهم لا يلتجئون في الشَّدائد إلى الأصنام فقال: