﴿هنالك﴾ في تلك الحال ﴿ابتلي المؤمنون﴾ اختبروا ليتبيَّن المخلص من المنافق ﴿وزلزلوا﴾ وحرِّكوا وخُوِّفوا
﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ شك ونفاقٌ: ﴿ما وعدنا الله ورسوله إلاَّ غرورا﴾ إذْ وعدنا أنَّ فارس والرُّوم يُفتحان علينا
﴿وإذ قالت طائفة منهم﴾ من المنافقين: ﴿يا أهل يثرب﴾ يعني: المدينة ﴿لا مُقَامَ لَكُمْ﴾ لا مكان لكم تُقيمون فيه ﴿فارجعوا﴾ إلى منازلكم بالمدينة أمروهم بترك رسول الله ﷺ وخذلانه وذلك أنَّ النبيَّ صلى الله كان قد خرج من المدينة إلى سلع لقتال القوم ﴿ويستأذن فريقٌ منهم﴾ من المنافقين ﴿النبيَّ﴾ في الرُّجوع إلى منازلهم ﴿يقولون: إنَّ بيوتنا عورة﴾ ليست بحصينةٍ نخاف عليها العدوِّ قال الله تعالى: ﴿وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلا فراراً﴾ من القتال
﴿ولو دخلت عليهم﴾ لو دخل عليهم هؤلاء الذين يريدون قتالهم المدينة ﴿من أقطارها﴾ جوانبها ﴿ثمَّ سئلوا الفتنة﴾ سألتهم الشِّرك بالله ﴿لأتوها﴾ لأعطوا مرادهم ﴿وما تلبثوا بها إلاَّ يسيراً﴾ وما احتبسوا عن الشِّرك إلا يسيراً أَيْ لأسرعوا الإجابة إليه
﴿ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل﴾ عاهدوا رسول الله ﷺ قبل غزوة الخندق ﴿لا يولون الأدبار﴾ لا ينهزمون عن العدوِّ ﴿وكان عهد الله مسؤولاً﴾ والله تعالى يسألهم عن ذلك العهد يوم القيامة


الصفحة التالية
Icon