﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أيدينا أنعاماً﴾ أَيْ: عملناه من غير واسطةٍ ولا توكيلٍ ولا شريكٍ أعاننا ﴿أنعاماً فهم لها مالكون﴾ ضابطون
﴿وذللناها﴾ سخَّرناها ﴿لهم فمنها ركوبهم﴾ ما يركبون
﴿ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون﴾
﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ﴾ يُمنعون من عذاب الله تعالى
﴿لا يستطيعون نصرهم﴾ لا تنصرهم آلهتهم ﴿وهم لهم جند محضرون﴾ في النار لأنَّ أوثانهم معهم فيها
﴿فلا يحزنك قولهم﴾ فيك بالسُّوء والقبيح ﴿إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون﴾ فنجازيهم بذلك
﴿أَوَلَمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ﴾ يعني: العاص بن وائل وقيل: أبي بن خلف ﴿فإذا هو خصيم مبين﴾ جَدِلٌ بالباطل خاصم النبي ﷺ في إنكار البعث وهو قوله:
﴿وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه﴾ وهو أنَّه قال: متى يحيي الله العظم البالي المتفتِّت؟ ونسي ابتداء خلقه لأنَّه لو علم ذلك ما أنكر الإِعادة وهذا معنى قوله: ﴿قال من يحيي العظام وهي رميم﴾ أَيْ: باليةٌ


الصفحة التالية
Icon