﴿والذين يجتنبون﴾ عطفٌ على قوله: ﴿للذين آمنوا﴾ ﴿كبائر الإِثم والفواحش﴾ الشِّرك وموجبات الحدود ﴿وإذا ما غضبوا هم يغفرون﴾ يتجاوزون ويحملون
﴿والذين استجابوا لربهم﴾ أجابوه بالإِيمان والطَّاعة ﴿وأمرهم شورى بينهم﴾ لا ينفردون برأيهم بل يتشاورون
﴿والذين إذا اصابهم البغي﴾ الظُّلم ﴿هم ينتصرون﴾ ينتقمون ممَّن ظلمهم ثمَّ بيَّن حدَّ الانتصار فقال:
﴿وجزاء سيئة سيئة مثلها﴾ أَيْ: إنما يُجازى السُّوء بمثله فيقتصُّ من الجاني بمقدار جنايته ﴿فمن عفا﴾ ترك الانتقام ﴿وأصلح﴾ بينه وبين الظَّالم عليه بالعفو ﴿فأجره على الله﴾ أَيْ: إنَّ الله يأجره على ذلك ﴿إنَّه لا يحب الظالمين﴾ الذين يبدؤون بالظُّلم
﴿ولمن انتصر بعد ظلمه﴾ أَيْ: بعد أنْ ظُلم ﴿فأولئك ما عليهم من سبيل﴾ باللَّوم ولا القصاص لأنه أخذ حقه
﴿إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم﴾
﴿ولمن صبر﴾ على الأذى ﴿وغفر﴾ ولم يكافئ ﴿إن ذلك﴾ أَيْ: الصَّبر والغفران ﴿لمن عزم الأمور﴾ لأنَّه يوجب الثَّواب فهو أتم عزم وقوله:
﴿ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل﴾