﴿فانتقمنا منهم﴾ بالعقوبة
﴿وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه: إنني براء﴾ أي: بريء
﴿إلا الذي فطرني فإنه سيهدين﴾
﴿وجعلها كلمة﴾ أَيْ: كلمة التَّوحيد ﴿باقية في عقبه﴾ عقب إبراهيم عليه والسلام لا يزال من ولده مَنْ يوحِّدُ الله عزَّ وجل ﴿لعلهم يرجعون﴾ كي يرجعوا بها من الكفر إلى الإيمان
﴿بل متعتُ هؤلاء وآباءهم﴾ في الدُّنيا ولم أهلكهم ﴿حتى جاءهم الحق﴾ القرآن
﴿ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون﴾
﴿وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من﴾ إحدى ﴿القريتين﴾ مكَّة والطَّائف ﴿عظيم﴾ أَيْ: الوليد بن المغيرة من أهل مكَّة وعروة بن مسعود الثقفيِّ من الطَّائف قال الله تعالى:
﴿أهم يقسمون رحمة ربك﴾ نبوَّته وكرامته فيجعلونها لمن يشاؤون؟ ﴿نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا﴾ فجعلنا بعضهم غنيَّاً وبعضهم فقيراً ﴿ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات﴾ بالمال ﴿ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً﴾ ليُسخِّر الأغنياء بأموالهم الفقراء ويستخدموهم فيكون بعضهم لبعض سببَ المعاش في الدُّنيا هذا بماله وهذا بأعماله فكما قسمنا هذه القسمة كذلك اصطفينا للرِّسالة مَنْ نشاء ثمَّ بيَّن أنَّ الآخرة أفضل من الدُّنيا فقال: ﴿ورحمة ربك﴾ أَيْ: الجنَّة ﴿خيرٌ ممَّا يجمعون﴾ في الدُّنيا ثمَّ ذكر قلَّة خطر الدُّنيا عنده فقال:


الصفحة التالية
Icon