وكذا أخرج الأخير ابن أبي داود من طريقين: من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري، ومن طريق يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري (مع خزيمة بن ثابت) «١».
قال ابن حجر: (وقول من قال: عن إبراهيم بن سعد (مع أبي خزيمة) أصح. وأن الذي وجد معه آخر سورة التوبة غير الذي وجد معه الآية التي في الأحزاب «٢»، وهي قوله تعالى: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ «٣».
قال ابن حجر: (فالأول اختلف الرواة فيه عن الزهري، فمن قائل: (مع خزيمة)، ومن قائل: (مع أبي خزيمة)، ومن شك يقول: (خزيمة أو أبو خزيمة)، والأرجح أن الذي وجد معه آخر سورة التوبة: أبو خزيمة بالكنية، والذي وجد معه الآية من الأحزاب خزيمة «٤».
وأبو خزيمة قيل هو: ابن أوس بن يزيد بن أصرم، مشهور بكنيته دون اسمه، وقيل: هو الحارث بن خزيمة «٥»، وزاد أبو شامة: من بني النجار، شهد بدرا وما بعدها، توفي في خلافة عثمان «٦»، إلا أن القرطبي لم يقف على اسمه، وقال: أبو خزيمة لا يوقف على صحة اسمه، وهو مشهور بكنيته «٧».
(٢) فتح الباري: ٩/ ١٨.
(٣) سورة الأحزاب، الآية (٢٣)، وسوف أذكر روايتها كاملة في محلها من الفصل القادم إن شاء الله تعالى.
(٤) فتح الباري: ٩/ ١٨.
(٥) فتح الباري: ٩/ ١٨.
(٦) المرشد الوجيز لأبي شامة المقدسي: ٥١.
(٧) تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن): ١/ ٥٦.