بخبر الشخص الواحد، وليس كذلك فقد اجتمع في هذه الآية: زيد بن ثابت وأبو خزيمة وعمر رضي الله عنهم «١».
وحكى ابن التين «٢» عن الداودي قال: لم يتفرد بها أبو خزيمة، بل شاركه زيد بن ثابت، فعلى هذا تثبت برجلين «٣».
لم يعلق ابن حجر على قوليهما فيقول: وكأنه ظن أن قولهم: لا يثبت القرآن بخبر الواحد، أي الشخص الواحد، وليس كما ظن، بل المراد بخبر الواحد خلاف الخبر المتواتر، فلو بلغت رواة الخبر عددا كثيرا وفقد شيئا من شروط المتواتر لم يخرج عن كونه خبر الواحد، والحق: أن المراد بالنفي نفي وجودها مكتوبة لا نفي كونها محفوظة «٤».
وقول ابن حجر هذا أولى من قول مكي بن أبي طالب: من أن زيدا وغيره كانوا يحفظون الآية، لكنهم نسوها، فوجدوها في حفظ ذلك الرجل، فتذاكروها واستيقنوها وأثبتوها في المصحف لحفظهم لها «٥».
قال أبو شامة: إن زيدا كان يتطلب نسخ القرآن من غير ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجد كتابة تلك الآية إلا مع ذلك الشخص، وإلا فالآية محفوظة عنده وعند غيره، وهذا المعنى أولى مما ذكره مكي وغيره «٦».

(١) ينظر: تفسير القرطبي: ١/ ٥٦؛ وفتح الباري: ٩/ ١٨.
(٢) ابن التين: هو عبد الواحد بن التين السفاقسي، له شرح على البخاري. ينظر: إرشاد الساري: ١/ ٤٢.
(٣) فتح الباري، ٩/ ١٨.
(٤) فتح الباري: ٩/ ١٩.
(٥) الإبانة لمكي بن أبي طالب: ٦٧.
(٦) المرشد الوجيز: ٥١.


الصفحة التالية
Icon