ثلاث وسبعين من الهجرة «١».
٢ - سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية رضي الله عنه، كان لسعيد عند موت النبي ﷺ تسع سنين وذكر في الصحابة، وولي أمر الكوفة لعثمان رضي الله عنه، وإمرة المدينة لمعاوية رضي الله عنه، مات سنة ثمان وخمسين من الهجرة «٢».
٣ - عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي رضي الله عنه، قيل: كان ابن عشر سنين حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، له رؤية، وكان من كبار ثقات التابعين «٣».
وقال الذهبي في الميزان: تابعي شهير ثقة من كتاب المصحف العثماني لا صحبة له «٤»، وذكره ابن حبان في تابعي المدينة «٥».
فكان هؤلاء الثلاثة وهم في ذروة الشباب يعملون مع زيد بن ثابت الذي كان أكثرهم ممارسة لذلك العمل، والذي يعد رئيس اللجنة، فجلس هؤلاء النفر الأربعة يكتبون القرآن نسخا وإذا اختلفوا في موضع الكتابة على أي لغة، رجعوا إلى عثمان، كما اختلفوا في التابوت، أيكتبونه بالتاء أو الهاء؟ قال زيد بن ثابت: إنما هو التابوة، وقال الثلاثة القريشيون: إنما هو التابوت، فتراجعوا إلى عثمان، فقال: (اكتبوه بلغة قريش، فإن القرآن نزل بلغتهم) «٦».
وفي رواية: (قال عثمان رضي الله عنه: من أكتب الناس؟ قالوا: كاتب رسول الله ﷺ زيد بن ثابت، قال: فأي الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص، قال عثمان:
(٢) ينظر: المصدران السابقان: ١/ ٢٣٧، و ١٠/ ٥٠١.
(٣) تهذيب الكمال: ١٧/ ٣٩؛ والاستيعاب: ٢/ ٨٥٧؛ وتقريب التهذيب: ١/ ٣٣٨.
(٤) الميزان: ٢/ ٥٥٤.
(٥) مشاهير علماء الأمصار: ٦٦.
(٦) ينظر: فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام، تحقيق: أحمد بن عبد الواحد: ٢/ ٩٥؛ فضائل القرآن لابن كثير: ٢٠؛ السنن الكبرى للبيهقي: ٢/ ٣٨٥.