٣ : ثم (العَيان) في الدّنيا والآخرة بيّنه في رتبةٍ رابعةٍ، وهي غايةُ البيانِ، إذْ لا أَبْيَنَ مِن العِيان، وإليه الإشارةُ بقولهِ تَبارَكَ وتَعَالَى :﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ؟ (١). { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ ِ ؟ (٢). ؟#y‰t/ur لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ (٣). ¾دnة‹"yd ﴿ مL©èygy_ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ (٤). { أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ ؟ قَالُوا : بَلَى $sYخn/u'ur ؟ (٥) الآياتُ ونحوها.
ولنشرحُ ذلكَ على وجهٍ يَظهَرُ، وذلك من وُجُوهٍ :
o الوَجهُ الأَوَّل :
أنَّ القُرآنَ مشتملٌ على مقاصدِ الإيمانِ ؛ وهي : التَّصديقُ باللهِ وملائكَتِهِ وكُتبِه ورسلِه واليومِ الآخرِ والقدرِ خيرِه وشرِّه، كما ثبتَ ذلكَ في حديثِ جبريلَ في الحديثِ الصَّحيحِ (٦)

(١) سورة الأعراف، آية ٥٣
(٢) سورة الأنعام، آية ١٥٨.
(٣) سورة الزمر، آية ٤٧.
(٤) سورة يس، آية ٦٣.
(٥) سورة الأحقاف، آية ٣٤.
(٦) أَخرَجَهُ : البُخاري (رَقْم : ٥٠ و٤٧٧٧) ومسلم (رَقْم : ٨ و٩ و١٠).
ولَفظُ مُسلِم (رَقْم : ١٠) : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ - " سَلُونِى " فَهَابُوهُ أَنْ يَسْأَلُوهُ. فَجَاءَ رَجُلٌ فَجَلَسَ عِنْدَ رُكْبَتَيْهِ. فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الإِسْلاَمُ قَالَ " لاَ تُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئاً وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ ". قَالَ صَدَقْتَ. قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الإِيمَانُ قَالَ " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكِتَابِهِ وَلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ ". قَالَ صَدَقْتَ. قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الإِحْسَانُ قَالَ " أَنْ تَخْشَى اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لاَ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ". قَالَ صَدَقْتَ. قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ قَالَ " مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ وَسَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا رَأَيْتَ الْمَرْأَةَ تَلِدُ رَبَّهَا فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا وَإِذَا رَأَيْتَ الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الصُّمَّ الْبُكْمَ مُلُوكَ الأَرْضِ فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا وَإِذَا رَأَيْتَ رِعَاءَ الْبَهْمِ يَتَطَاوَلُونَ فِى الْبُنْيَانِ فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا فِى خَمْسٍ مِنَ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ ". ثُمَّ قَرَأَ ( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) قَالَ ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ - " رُدُّوهُ عَلَىَّ " فَالْتُمِسَ فَلَمْ يَجِدُوهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ - " هَذَا جِبْرِيلُ أَرَادَ أَنْ تَعَلَّمُوا إِذْ لَمْ تَسْأَلُوا " ) [ تحفة ١٤٩١٥ - ١٠/٧ ].


الصفحة التالية
Icon