حركتين، والتوسط: وهو بمقدار أربع حركات، والإشباع: وهو بمقدار ست حركات، ويستوي في ذلك ما كان منصوبا نحو قوله تعالى: ﴿وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ﴾ - البينة - آية - ٥، أو مجرورا نحو قوله تعالى: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ - يوسف - آية - ٨٨، أو مرفوعا نحو قوله تعالى: ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ﴾ - آل عمران - آية - ٩٣ من غير إشمام ولا روم لأن هاء التأنيث ضمن المواضع التي لا يدخلها روم ولا إشمام١، والعلة في ذلك أن الهاء مبدلة من التاء التي كانت في الوصل والروم والإشمام لا يدخلان في حرف كانت الحركة في غيره ولم تكن فيه، ولم يأت هذا العارض مفتوحا ولا مكسورا ولا مضموما لأن هاء التأنيث معربة دائما وليست مبنية٢.
القول الثاني: وهو لبعضهم، أن فيه الإشباع فقط وجها واحدا كالمد اللازم وحجتهم في ذلك أن السكون لازم في الحرف الموقوف عليه لعدم تحرك الهاء في الوصل والوقف، أما عدم تحركها في الوصل فلعدم وجودها فيه، وأما عدم تحركها في الوقف فظاهر وحينئذ تندرج فيما سكونه لازم وتمد الألف قبلها مدا طويلا في الوقف ولا يجوز فيه - عندهم - القصر ولا التوسط٣. فإن كان المد الجائز العارض للسكون الذي وقع سكونه العارض في هاء الضمير نحو قوله تعالى: ﴿اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ - النحل - آية - ١٢١، وقوله تعالى: ﴿مَا فَعَلُوهُ﴾ - الأنعام - آية - ١١٢، وقوله تعالى: ﴿لا رَيْبَ فِيهِ﴾ - البقرة - آية - ٢، وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْه﴾ - الأحقاف - آية - ١٧، فقد وقع

١ شرح الشاطبية ص: ١٢٢.
٢ نفسه ص: ١٢٢ وما بعدها.
٣ هداية القاريء ص: ٣٨ وما بعدها.


الصفحة التالية
Icon