متن، ص : ١٢٥
[سورة آل عمران (٣) : آية ١١٢]
ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ (١١٢)
وقوله تعالى : ضُرِبَتْ «١» عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا، إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ، وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ، وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ [١١٢] وقد مضى الكلام على مثل ذلك فى «البقرة» فلا معنى لإعادته.
[سورة آل عمران (٣) : آية ١٢٧]
لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ (١٢٧)
وقوله تعالى : لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا [١٢٧] أي ينقص عددا من أعدادهم، فيوهن عضدا من أعضادهم. وهذا من محض الاستعارة.
[سورة آل عمران (٣) : الآيات ١٤٣ الى ١٤٤]
وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (١٤٣) وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (١٤٤)
وقوله تعالى : وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ، فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ [١٤٣] وهذه استعارة، لأن الموت لا يلقى «٢» ولا يرى. وإنما أراد سبحانه رؤية أسبابه، من صدق مصاع «٣»، وتتابع قراع. أو رؤية آلاته، كالرماح المشرعة والسيوف المخترطة.
وقوله سبحانه : أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ [١٤٤] وهذه استعارة. والمراد بها الرجوع عن دينه، والتقاعس عن اتّباع طريقه. فشبّه سبحانه الرجوع فى الارتياب، بالرجوع على الأعقاب.
[سورة آل عمران (٣) : آية ١٥٦]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١٥٦)
وقوله سبحانه : وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى [١٥٦] وهذه استعارة. لأن الضرب هاهنا عبارة عن الإنجاد فى السير، والإيغال فى الأرض، تشبيها للخابط فى البر بالسابح فى البحر، لأنه يضرب بأطرافه فى غمرة الماء شقّا»
لها، واستعانة على قطعها.

(١) فى أصل المخطوط «و ضربت» بالواو. وهو تحريف فى النسخ، وصحة الآية «ضربت...»
بغير واو.
(٢) فى الأصل «لا تلقى» بالتاء وهو تحريف من الناسخ : والصواب ما أثبتناه.
(٣) المصاع : مصدر ماصع : أي قاتل وجالد.
(٤) فى الأصل «سعا» بدون إعجام. والسابح فى الماء يضربه ليشق طريقه فيه.


الصفحة التالية
Icon