متن، ص : ١٩٧
يقول تعالى : فأذاقهم ذلك، أي أوجدهم مرارته كما يجد الذائق مرارة الشيء المرير، ووخامة الطعم الكريه. وإنما قال سبحانه : لِباسَ الْجُوعِ ولم يقل : طعم الجوع والخوف، لأن المراد بذلك - واللّه أعلم - وصف تلك الحال بالشمول لهم، والاشتمال عليهم، كاشتمال الملابس على الجلود، لأن ما يظهر منهم عن مضيض الجوع وأليم الخوف، من سوء الأحوال، وشحوب الألوان، وضئولة الأجسام، كاللباس الشامل لهم، والظاهر عليهم. وقد استقصينا الكلام على ذلك فى كتابنا الكبير.


الصفحة التالية
Icon