متن، ص : ٢٤٠
[سورة الحج (٢٢) : آية ٥٥]
وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (٥٥)
وقوله سبحانه : حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً، أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ [٥٥]. وهذا من أحسن الاستعارات. لأن العقيم المرأة التي لا تلد، فكأنه سبحانه وصف ذلك اليوم بأنه لا ليل بعده ولا نهار، لأن الزمان قد مضى، والتكليف قد انقضى. فجعلت الأيام بمنزلة الولدان للّيالى، وجعل ذلك اليوم من بينها عقيما، لأنه لا ينتج ليلا بعده، ولا يستخلف بدلا له. وقد يجوز أيضا أن يكون المراد - واللّه أعلم - أن ذلك اليوم لا خير بعده لمستحقى العقاب الذين قال اللّه سبحانه فى ذكرهم : وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ، حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً الآية، فوصفه بالعقم لأنه لا ينتج لهم خيرا، ولا ينتج لهم فرحا.
[سورة الحج (٢٢) : آية ٧٢]
وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٧٢)
وقوله سبحانه : وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ [٧٢]. وهذه استعارة. والمراد بها - واللّه أعلم - أن الكفار عند مرور الآيات بأسماعهم يظهر فى وجوههم من النكرة لسماعها والإعراض عن تأملها، ما لا يخفى على المخالط لهم، والناظر إليهم. وذلك كقول القائل : عرفت فى وجه فلان الشرّ. أي استدللت منه على اعتقاد المكروه، وإرادة فعل القبيح.
ويحتمل قوله تعالى :«المنكر» هاهنا وجهين : أحدهما أن يكون المنكر ما ينكره الغير من أمرهم. والآخر أن يكون ما ينكرونهم هم من الهجوم عليهم، بتلاوة القرآن. وصوادع البيان


الصفحة التالية
Icon