متن، ص : ٢٩٦
من الأمور الواقعة. وبقوله : وَلا مِنْ خَلْفِهِ أي من جهة ما أخبر عنه من الأمور المتوقعة.
[سورة فصلت (٤١) : آية ٤٤]
وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (٤٤)
وقوله سبحانه : أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ [٤٤] وهذه استعارة.
والمراد بها - واللّه أعلم - صفتهم بالتباعد عن طريق الرشد، والإعراض عن دعاء الحق.
كأنهم من شدة الذهاب بأسماعهم، والانصراف بقلوبهم ينادون من مكان بعيد. فالنداء غير مسمع لهم، ولا واصل إليهم. ولو سمعوه لضلّ عنهم فهمه، للصدّ «١» المنفرج بينهم وبينه.
[سورة فصلت (٤١) : آية ٥١]
وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ (٥١)
وقوله سبحانه وتعالى : وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ، وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ [٥١] وهذه استعارة، والمراد بها صفة الدعاء بالسّعة والكثرة، وليس يراد العرض الذي هو ضد للطول. وذلك أن صفة الشيء بالعرض تفيد فيه معنى الطول، لأنه لو لم يكن مع العرض طول لكان العرض هو الطّول.
ألا ترى أنهم يصفون الرّمح بالطول، ولا يصفونه بالعرض إذ كان طوله أضعاف عرضه.
ويصفون الإزار بأنه عريض إذ كان عرضه مقاربا لطوله.
وقد استقصينا شرح ذلك فى كتابنا الكبير، واقتصرنا منه هاهنا على البلغة الكافية، والنكتة الشافية.