متن، ص : ٣٢٧
وتلخيص معنى الظاهر والباطن أنه العالم بما ظهر وما بطن، وما استسرّ وما علن.
[سورة الحديد (٥٧) : آية ١٠]
وَما لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١٠)
وقوله سبحانه : وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [١٠] وهذه استعارة على ما تقدم فى كلامنا من نظير ذلك. والمعنى أن الخلائق إذا فنوا وانقرضوا خلّوا ما كانوا يسكنونه، وزالت أيديهم عما كانوا يملكونه «١»..... إلا اللّه سبحانه، وصار تعالى كأنه قد ورث عنهم ما تركوه «٢».... خلفوه. لأنه الباقي بعد فنائهم، والدائم بعد انقضائهم.
[سورة الحديد (٥٧) : آية ١٢]
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢)
وقوله سبحانه : يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ [١٢] وهذه استعارة على أحد التأويلين «٣»....
[سورة الحديد (٥٧) : آية ١٥]
فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٥)
وقوله سبحانه : مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [١٥] وهذه استعارة. ومعنى مولاكم : أي أملك بكم، وأولى بأخذكم. وهذا بمعنى المولى «٤» من طريق الرق، لا المولى من جهة العتق. فكأنّ النار - نعوذ باللّه منها - تملكهم رقا، ولا تحررهم عتقا.
[سورة الحديد (٥٧) : آية ٢٩]
لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢٩)
وقوله سبحانه : وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ، وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [٢٩] وهذه استعارة.
ومعنى بيد اللّه، أي فى ملك اللّه وقدرته، يبسطه إذا شاء على حسب المصالح والمفاسد، والمغاوى والمراشد. وقد مضى الكلام على نظائرها.
(٣) هنا بضعة أسطر مبتورة الأطراف غير واضحة المعالم.
(٤) فى الأصل «بمعنى أولى» وهو تحريف واضح.