تلخيص البيان، متن، ص: ٣٤٢
فإن «١» شمّرت لك عن ساقها فويها ربيع فلا تسأم «٢»
وقال الآخر «٣»:
قد شمّرت عن ساقها فشدّوا وجدّت الحرب بكم فجدّوا
[سورة القلم (٦٨): آية ٤٤]
فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (٤٤)
وقوله سبحانه: فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ [٤٤] وهذه استعارة. ولها نظائر فى القرآن. منها قوله تعالى: وَذَرْنِي «٤» وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا وقوله سبحانه: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً «٥» ومعنى ذلك أن الكلام خرج على مذهب للعرب معروف، وغرض مقصود. يقول قائلهم لمخاطبه إذا أراد تغليظ الوعيد لغيره: ذرنى وفلانا فستعلم ما أنزله به. فالمراد إذن بهذا الخطاب النبي صلّى اللّه عليه وعلى آله. فكأنه تعالى قال له: ذر عقابى وهؤلاء المكذبين. أي «٦» اترك مسألتى فى التخفيف عنهم، والإبقاء عليهم. لأن اللّه سبحانه لا يجوز عليه المنع، فيصح معنى قوله تعالى لنبيّه عليه السلام: ذرنى وكذا، لأنه المالك لا ينازع، والقادر لا يدافع.
[سورة القلم (٦٨): آية ٥١]
وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (٥١)
وقوله تعالى: وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ [٥١]
_________
(١) فى الأصل «فإذا» وهو تحريف من الناسخ به ينكسر الوزن.
(٢) هكذا بالأصل. وفى «شعراء النصرانية» ص ٩٢٧ يروى هكذا:
فإن شمرت لك عن ساقها فويها ربيع ولم يسأموا
(٣) هو رويشد بن رميض العنبري المعروف بشريح بن ضبيعة، كما فى هامش «العقد الفريد» ج ٤ ص ١٢٠ طبع لجنة التأليف والترجمة. وفى «شرح ديوان الحماسة» للمرزوقى بتحقيق أحمد أمين وعبد السلام هارون أن اسمه رشيد بن رميض، لا رويشد. ويرجح الأستاذ هارون أنه العنزي، لا العنبري، نسبة إلى بنى عنزة، ص ٣٥٤.
(٤) فى الأصل: فذرنى بالفاء. وهو تحريف. والصواب بالواو. سورة المزمل. الآية رقم ١١.
(٥) سورة المدثر. الآية رقم ١١.
(٦) فى الأصل «أ نترك» وهو تحريف من الناسخ.