كلها فلا تدري ماذا تأخذ عينك وماذا تدع ولعلك لو وكلت النظر فيها إلى غيرك رأى منها أكثر مما رأيت وهكذا تجد كتابا مفتوحا مع الزمان يأخذ كل منه ما يسر له بل ترى محيطا مترامي الأطراف لا تحده عقول الأفراد ولا الأجيال ألم تر كيف وسع الفرق الإسلامية على اختلاف منازعها في الأصول والفروع وكيف وسع الآراء العلمية على اختلاف وسائلها في القديم والحديث وهو على لينه للعقول والأفهام صلب متين لا يتناقض ولا يتبدل يحتج به كل فريق لرأيه ويدعيه لنفسه وهو في سموه فوق الجميع يطل على معاركهم حوله وكأن لسان حاله يقول لهؤلاء وهؤلاء قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا ها نحن أولاء قد عرضنا لك جانبا من تلك العجائب البيانية التي لا تنال مثلها أيدي الناس وها قد أعطيناك في حاشية كل منها نموذجا صغيرا يفتح لك الباب إلى احتذائه في سائر القرآن فهل ترى في هذا وفاء بما وعدناك وبما عودناك من التقفية على آثار التفصيل بشيء من التطبيق والتمثيل أم لا تزال بحاجة إلى المزيد من هذه الأمثلة


الصفحة التالية
Icon