والجندي في الحرب تشغله على الأقل مخافتان مخافة على نفسه وعلى المجاهدين معه من أخطار الموت أو الهزيمة ومخافة على أهله من الضياع والعيلة لو قتل لذلك انساق البيان الكريم يطرد عن قلبه كلتا المخافتين أما أهله فقد وصى الله للزوجة إذا مات زوجها بأن تمتع حولا كاملا في بيته وكذلك مطلقته سيتقرر لها حق في المتعة لا ينسى فليقر عينا من هذه الناحية وأما خوف الموت فليعلم أن الذي يطلب الموت قد توهب له الحياة ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم وأما خوف الهزيمة فإن النصر بيد الله وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله وتلك سنة الله في المرسلين هكذا أبعدت المخاوف كلها عن قلوب المجاهدين بعد أن زودت أرواحهم بزاد التقوى وهكذا أصبحوا على استعداد نفسي كامل لتلقي الأوامر العليا فليصدر إليهم الأمر صريحا بالجهاد في سبيل الله