حية كل ذرة في خليتها وكل خلية في عضوها وكل عضو في جهازه وكل جهاز في جسمه ينادي بأنه قد أخذ مكانه المقسوم وفقا لحظ جامع مرسوم رسمه مربي النفوس ومزكيها ومنور العقول وهاديها ومرشد الأرواح وحاديها.. فتالله لو أن هذه السورة رتبت بعد تمام نزولها لكان جمع شتاتها على هذه الصورة معجزة فكيف وكل نجم منها كسائر النجوم في سائر السور كان يوضع في رتبته من فور نزوله وكان يحفظ لغيره مكانه انتظارا لحلوله وهكذا كان ما لم ينزل منها معروف الرتبة محدد الموقع قبل ان ينزل ثم كيف وقد اختصت من بين السور المنجمة بأنها حددت مواقع نجومها لا قبل نزولها بعام أو بعض عام بل بتسعة أعوام
لعمري لئن كان للقرآن في بلاغة تعبيره معجزات وفي أساليب تربيته معجزات وفي نبوءاته الصادقة معجزات وفي تشريعاته الخالدة معجزات وفي كل ما استخدمته من حقائق العلوم النفسية والكونية ( معجزات ) ومعجزات لعمري إنه في ترتيب آيه على هذا النحو لهو معجزة المعجزات.
تم بحمد الله تعالى الجزء الأول من كتاب النبأ العظيم لمؤلفه الشيخ / محمد عبد الله دراز رحمه الله
ويليه إن شاء الله الجزء الثانى وهو مخطوطات عثر عليها فى مكتبة الشيخ رحمه الله.
ويجرى إعدادها للطبع بمشيئة الله وتوفيقه.
* * *