سيأتيك ما أفنى القرون التي مضت... فكن مستعدا فالفناء عتيد... أسيت على قاضي القضاة محمد... فأذريت دمعي والفؤاد عميد... وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا... بإيضاحه يوما وأنت فقيد... وأقلقني موت الكسائي بعده... وكادت بي الأرض الفضاء تميد... وأذهلني عن كل عيش ولذة... وأرق عيني والعيون هجود... هما عالمانا أوديا وتخرما... وما لهما في العالمين نديد... فحزني إن تخطر على القلب خطرة... بذكرهما حتى الممات جديد...
قال أبو عمر الدوري توفي الكسائي بالري بقرية أرنبوية وقال أحمد بن جبير الأنطاكي توفي بأرنبوية سنة تسع وثمانين ومئة وقال أبو بكر بن مجاهد توفي برنبويه سنة تسع وثمانين وكذا ورخه غير واحد وهو الصحيح
وقد قيل في وفاته أقوال واهية سنة إحدى وثمانين وسنة ثنتين وسنة ثلاث وسنة خمس أعني وثمانين وسنة ثلاث وتسعين والله أعلم وقيل إنه عاش سبعين سنة
ولما مات محمد والكسائي قال الرشيد دفنا الفقه والنحو بالري