ما ذهب إليه فلم يأت بطائل ولم يكن له حجة فاستوهب أبو بكر تأديبه من السلطان عند توبته ثم عاود في وقتنا هذا إلى ما كان ابتدعه واستغوى من أصاغر الناس من هو في الغفلة والغباوة دونه إلى أن قال ابن أبي هاشم وذلك أنه قال أن لما كان لخلف بن هشام وأبي عبيد وابن سعدان أن يختاروا وكان ذلك لهم مباحا غير منكر كان لمن بعدهم مباحا فلو كان حذا حذوهم فيما اختاروه وسلك طريقهم ولكان ذلك سائغا له ولغيره وذلك أن خلفا ترك حروفا من حروف حمزة اختار أن يقرأها على مذهب نافع وأما أبو عبيد وابن سعدان فلم يتجاوز واحد منهما قراءة أئمة الأمصار وإنما كان النكير على هذا شذوذه عما عليه الأئمة الذين هم الحجة فيما جاؤوا به مجتمعين ومختلفين
قال الخطيب حدثني أبو بكر أحمد بن محمد الغزال سمعت أبا أحمد الفرضي غير مرة يقول رأيت في المنام كأني في الجامع أصلي مع الناس وكان محمد بن الحسن بن مقسم قد ولى ظهره القبلة وهو يصلي مستدبرها فأولت ذلك بمخالفته للأئمة فيما اختاره لنفسه
ولد ابن مقسم سنة خمس وستين ومئتين وتوفي في ثامن ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاث مئة توفي على ساعات من النهار ودفن بعد صلاة الظهر من يومه