وهو أشهر من الشمس وأضوأ من القمر ذو فنون في العلم مهيب منظور فصيح حسن الطريقة كبير الوزن بلغني أنه ولد سنة إحدى وسبعين وثلاث مئة
قلت وله شعر رائق في الزهد قال أبو عبد الله الخلال خرج الإمام أبو الفضل الرازي من أصبهان متوجها إلى كرمان فخرج الناس يشيعونه فصرفهم وقصد الطريق وحده وقال... إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا... كفى لمطايانا بذكراك حاديا...
قرأت على إسحاق بن أبي بكر الأسدي أخبرك يوسف بن خليل أخبرنا خليل بن أبي الرجاء أخبرنا محمد بن عبد الواحد الدقاق قال ورد علينا الإمام أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي وكان من الأئمة الثقات ذكره يملأ الفم ويذرف العين وكان رجلا مهيبا مديد القامة وليا من أولياء الله تعالى صاحب كرامات طوف الدنيا مستفيدا ومفيدا
قال الخلال كان أبو الفضل في طريق ومعه خبز وشيء من الفانيذ فقصده قطاع الطريق وأرادوا أن يأخذوا ذلك فدفعهم بعصاه فقيل له في ذلك فقال إنما منعتهم منه لأنه كان حلالا وربما كنت لا أجد حلالا مثله
ودخل كرمان في هيئة رثة وعليه أخلاق وأسمال فحمل إلى الملك وقالوا هو جاسوس فسأله الملك ما الخبر فقال إن كنت تسألني عن خبر الأرض فكل من عليها فان وإن كنت تسألني عن خبر السماء فكل يوم هو في شان فتعجب الملك من كلامه وهابه وأكرمه وعرض عليه مالا فلم يقبله توفي في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين


الصفحة التالية
Icon