حتى كان يمر بالبلد فلا يبقى أحد رآه الا قام ودعا له حتى الصبيان واليهود وكان يقرئ نصف نهاره القرآن والعلم ونصفه الآخر الحديث وكان لا يغشى السلاطين ولا تأخذه في الله لومة لائم وكانت السنة شعاره ودثاره اعتقادا وفعلا ولا يمس الجزء الحديث الا على وضوء
توفي في تاسع عشر جمادى الأولى سنة تسع وستين وخمس مئة
٤٩٠ - اليسع بن عيسى
ابن حزم أبو يحيى الغافقي الأندلسي الجياني
أخذ القراءات عن أبيه وكان أبوه من جلة المقرئين الذين حملوا عن أبي داود وابن البناء وابن الدوش وأخذ أبو يحيى عن أبي العباس القصبي وأبي الحسن شريح وأبي القاسم بن أبي رجاء وسمع منهم ومن أبي عبد الله بن زغيبة وطائفة وأجاز له أبو محمد ابن عتاب ورحل فسكن الإسكندرية وأقرأ بها ثم رحل الى مصر فاشتمل عليه الملك صلاح الدين ورتب له معلوما وافرا
قال أبوعبد الله كان صلاح الدين يكرمه ويشفعه في مطالب الناس لأنه كان أول من خطب على منابر العبيدية عند نقل الدعوة العباسية تجاسر على ذلك حين تهيبه سواه وكان فقيها مشاورا مقرئا محدثا حافظا