عم يتساءلون}: أخرج ابن جرير عن الحسن البصري قال: لما بعث النبي - ﷺ - جعلوا يتساءلون بينهم، فنزلت: ﴿ عم يتساءلون عن النبأ العظيم ﴾(١).
١- مناسبة سورة النبأ لما قبلها وهي سورة المرسلات:
إن سورة المرسلات ختمت بقوله تعالى: ﴿ فبأي حديث بعده يؤمنون ﴾، وكان المراد بالحديث فيه القرآن، افتتح الله سورة النبأ بتهويل التساؤل عنه والاستهزاء به، وهو مبني على ما روى ابن عباس ومجاهد وقتادة أن المراد بالنبأ العظيم: القرآن، وعلى القول بأن المراد بالنبأ العظيم اليوم الآخر، فإن الصلة كذلك قائمة، إذ أن الحديث عن اليوم الآخر يستغرق معظم سورة المرسلات وهو مبني على رأي الجمهور على أنه البعث(٢)
٢- مناسبة السورة لما بعدها من وجوه:
أ- اشتمال السورة على إثبات القدرة على البعث الذي ذكر في سورة النبأ ﴿ أن الكافرين كذبوا به﴾.
ب- أن في هذه السورة وما بعدها تأنيباً للمكذبين، فهنا قال تعالى: ﴿ ألم نجعل الأرض مهاداً﴾، وهناك قال: ﴿ إنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة﴾، وأن في كل منهما وصف الجنة والنار وما ينعم به المتقون وما يعذّب به المكذبون.
جـ - في كل منهما وصف لبعض مشاهد يوم القيامة.
٣- مناسبة افتتاحيه السورة بخاتمتها:
نجد السورة تبدأ بقوله تعالى: ﴿ عم يتساءلون عن النبأ العظيم....﴾، فهي تبدأ بذكر تساؤل يطرحه الكافرون وترد عليه، وتنتهي السورة بقوله تعالى: ﴿ إنا أنذرناكم عذاباً قريباً، يوم ينظر المرء ما قدمت يداه، ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً﴾، فبداية السورة تتحدث عن تساؤل الكافرين، ونهاية السورة تتحدث عن الإنذار، وكذلك صلاته بمحور السورة(٣).
ثانيا : المحور الأساسي للسورة ( إثبات عقيدة الإيمان باليوم الآخر)
١- تساؤل الكفار:

(١) المرجع السابق، ص٩.
(٢) الأساس في التفسير، دار السلام، مجلد ١١، ص٦٣٣٤.
(٣) سعيد حوى، الأساس في التفسير، دار السلام، مجلد ١١، ص٦٣٣٣.


الصفحة التالية
Icon