٢- المسلم مطلوب منه أن يقدم على الحق، ليدفع الباطل، وأن يجعل نشاطه كله في الأرض عبادة لله، وبالتوجه في هذا النشاط كله لله، ولابد من جزاء العمل، وهذا الجزاء لا يتم في رحلة الأرض، فيؤجل الحساب الختامي بعد نهابة الرحلة كلها... فلابد إذن من عالم آخر للحساب، وحين ينهار أساس الآخرة في النفس ينهار معه كل تصور لحقيقة هذه العقيدة وتكاليفها ولا تستقيم هذه النفس على طريق الإسلام أبداًُ(١).
٣- الإيمان باليوم الآخر له أثر في تحريك العواطف مثل الخجل والحياء من الله تعالى والخشية من لقائه وحسابه والرغبة في تجنب سخطه وغضبه، وفي الوصول إلى مرضاته ومحبته وهذه العواطف إذا بقيت متوقدة في النفس، كانت حافزا للإنسان على العمل فيما يرضي الله(٢).
٤- الإيمان باليوم الآخر، يعلّم العبد كذلك أن شهوات الدنيا كلها لا تستحق منهم الطلب والجهد والتنافس فيها، وأن الذي يستحق إنما هو ما أعد لهم في ذلك اليوم العظيم(٣).
٥- الإيمان باليوم الآخر يجعل المسلم يؤمن أنه مراقب من الملائكة المرافقين له، الذين يقومون بتدوين كل أفعاله الصغيرة والكبيرة، ويقول تعالى: ﴿ ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشوراً﴾(٤).
٦- الإيمان باليوم الآخر يكون كذلك سببا في الإخلاص في العمل(٥).
٧- الإيمان باليوم الآخر يكوّن في أعماق النفس دافعاً قويا إلى عمل الخير ومكافحة الشر، ويكون هذا الدافع أقوى من الجزاء الدنيوي(٦).

(١) محمد الشرقاوي، الإيمان حقيقته وأثره في النفس والمجتمع، دار الجيل، بيروت، ص٢٩٣.
(٢) جامعة القدس المفتوحة، عقيدة ( ٢ )، ص ١٨٥.
(٣) المرجع السابق، ص١٨٥.
(٤) المرجع السابق، ١٨٦.
(٥) جامعة القدس المفتوحة، عقيدة ( ٢)، ص١٨٥.
(٦) المرجع السابق، ص١٨٦.


الصفحة التالية
Icon