العاصي بن وائل السهمي وكان قد وصف النبي صلى الله عليه و سلم بالبتر وهو عدم الولد و انقطاع النسل والتابع لأن البتر هو انقطاع التابع فإذا لم يكن للإنسان ولد يتبعه فكأنه أبتر فلما عير العاصي النبي صلى الله عليه و سلم بهذا رد الله سبحانه عليه مقالته فقال إن شانئك هو الأبتر أي مبغضك فتضمن هذا الكلام نفيا وإثباتا نفى عن النبي صلى الله عليه و سلم هذه الصفة بقوله إن شانئك هو الأبتر وهو في هذا الموضع يعطي اختصاص الصفة بالواحد ونفيها عن الآخر وكذلك قال الجرجاني وغيره في هذه الكلمة هو إذا وقعت في الكلام بين المتبدأ والخبر إنما تعطي الاختصاص وإذا ثبت هذا فالعاصي بن وائل قد كان له ولدان هشام وعمرو فكيف أثبت له البتر وهو ذو ولد ما ذلك إلا أن النبي صلى الله عليه و سلم هو أبو المؤمنين وأزواجه أمهاتهم وكان أبي يقرؤها وهو أب لهم وقال عليه السلام ابنا العاصي مؤمنان وقال أسلم الناس وآمن عمرو يعني عمرو بن العاصي والنبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم فصار عمرو وهشام تبعا للنبي عليه السلام وانقطع ذنب العاصي منهما فصار هو الأبتر على الحقيقة كما وصفه الله تعالى وصار بنوه الذين يكاثر بهم أعداءه ممن يكاثر النبي صلى الله عليه و سلم بهم الأنبياء يوم القيامة وهم أمته ألا ترى أنه قال إني مكاثر بكم الأمم ألا تراه كيف بدأ الله السورة بقوله إنا أعطيناك الكوثر