فمن الجناية على الإسلام مِنْ أبنائه في هذا الجيل، أنَّهم يتركوه مُتَّهماً مُهَاجَمَاً، وهم لا يُحسنون الدفاع عنه !!.
********
ويقول الإمام الآ لوسي [ رح ] في كتابه :
[ شهيِّ النغم في ترجمة شيخ الإسلام عارف الحكم ](١)ما نصه :
[... ولو سَلَم وَجَبَ تأويله إذا قلنا بمصادقة ذلك لدليلٍ قطعيٍّ، وفاءً بقاعدة: ( يُؤَوَل الدليل النقلي الصحيح للدليل العقلي الصريح )
ولذا أوَّل من أوَّل الآيات والأحاديث المتشابهة، وذكر غير واحد من علماء الحديث، أنَّ من جملة ما يُستدل به على الوضع : كون الحديث مصادماً لبداهة، ٍ أو حسٍ... ]. إ. هـ.. منه.
بهذه المنهجيَّة الدقيقة يتعامل العلماء، لا بسيء القول بتعميمات الجهل والتجهيل، أو عاطفة المحبِّ الذي لا يملك إلاَّ حبَّه !!.
فحريٌّ أن نتأسى برسول الله - ﷺ - الذي حاجج، ونافح ودافع بالبراهين، لا بمجرد إخافة الغير عند المخالفة.
وأن نتأسى بأصحاب العلم في الأمَّة، الذين لم يأتوا ببدعٍ من القول، بل كان لهم برسول الله - ﷺ - منتهى التأسي، لا مجرد الإدعاء، فأوصلوا هذا الدين سليماً معافى، وهم يسيرون بين لجج العناد، والإفتراء، والتزوير، والجرأة على الدين، بافتراءاتٍ لولا الله - عز وجل -، ولولا جهودهم، لكان الأمر على خلاف ما نرى.
فلو كان لنا مثلهم اليوم، لهانت مشكلتنا، ولكن ابتلينا : بمتشدقٍ، ومتشاعرٍ، ومتمنٍ.. إلخ.
********

(١) المطبوع في بيروت سنة ١٩٨٣ باسم :[ عارف حكمة / حياته وآثاره ]. راجع ـ ص١٦٥.


الصفحة التالية
Icon