لم يُغمْ على نبيِّكم - ﷺ - إلاَّ الخمس من سرائر الغيب، هذه الآية في آخر لُقمان :
إنّ الله عنده علم الساعة | إلى آخر السورة ]. (١٨) |
[ في الآية خمس من الغيب استأثر الله تعالى بهن، فلم يُطلِع عليهنَّ ملكاً مقربا، و لا نبياً مرسلاً.. إن الله تعالى عنده علم الساعة، ولا يدري أحد متى تقوم الساعة، في أي سنة ولا في أي شهر، أ ليلا أم نهاراً، وينزل الغيث فلم يعلم أحدٌ متى ينزل الغيث أ ليلاً أم نهاراً، ويعلم ما في الأرحام فلا يعلم أحد ما في الأرحام أ ذكراً أم أنثى، أحمر أو أسود، ولا تدري نفس ماذا تكسب غداً أ خيرا أم شراً، وما تدري بأي أرض تموت، ليس أحد من الناس يدري أين مضجعه من الأرض أ في البحر أم في بر، في سهل أم في جبل ].
قال الآلوسي :[ والذي ينبغي أن يُعلم أنَّ كل غيب لا يعلمه إلا الله عز وجل، وليس المغيبات محصورة بهذه الخمس، وأنها خُصَّت بالذكر لوقوع السؤال عنها، أو لأنها كثيرا ما تشتاق النفوس إلى العلم به ].(١)
ومما عرف في الأصول إن تقليد الصحابي واجب فيما لا يُدرك بالقياس والعقل، بل قال البعض تقليده واجب يُترك به القياس.
ومهما يكن من أمرٍ فهم متفقون على تقليد الصحابي فيما لا يعقل بالقياس.(٢)ولذلك قالوا :[ وما روي عنهم - الصحابة - من الآثار غير المعقول المعنى فالظاهر أنهم قالوا سماعا ].(٣)وعلى هذا ما أُثر عن الصحابة في هذه المسألة من أمور العقيدة التي تتعلق بالغيب، وهذه لا يقال فيها : بالرأي، ولا بالقياس، ولا بالظن، وطريقها القطع، فالظاهر أنهم قالوه سماعاً.
الفرع الثالث
ما ورد عن بعض علماء الأمَّة
في هذه المسألة
(١) ١٩) الآلوسي – ٢١ / ١١١-١١٢.
(٢) ٢٠) البخاري على البزدوي – ٣ / ٢١٧ – ٢١٨.
(٣) ٢١) الإختيار – ١ / ١٧.
(٢) ٢٠) البخاري على البزدوي – ٣ / ٢١٧ – ٢١٨.
(٣) ٢١) الإختيار – ١ / ١٧.