هـ. ما ذهب إليه الملاَّ على القاري الهروي المكِيِّ الحنفي [ رح ] في شرحه على [ الشفا في أحوال المصطفى ] للقاضي عياض المالكي، قال :[ الأولياء وإن كان قد ينكشف لهم بعض الأشياء، لكنَّ علمهم لا يكون يقيناً، وإلهامهم لا يُفيد إلاَّ أمراً ظنياً. ومثل هذا – عندي - بل دونه بمراحل [ علم النجومي ] ونحوه، بواسطة أمارات عنده بنزول الغيث، وذكورة الحمل أو أنوثته، أو نحو ذلك. ولا أرى كفر من يدَّعي هذا العلم فإنَّه ظنٌ عن أمر عادي ].(١)
********
و. ما ذهب إليه السيد الإمام أبو الثناء الآلوسي [ رح ] في تفسيره روح المعاني :[... إنَّ المُراد بالعلم الذي استأثر سبحانه وتعالى به، العلم الكامل بأحوال كلٍّ على التفصيل، فما يَعلم به المَلَك، ويطَّلع عليه بعض الخواص، يجوز أن يكون دون ذلك العلم، بل هو كذلك في الواقع بلا شبهة... وعليه فقول العسقلاني : ـ من ادَّعى علم شيء منهما فقد كفر بالقران العظيم ـ ينبغي أن يُحمل العلم فيه على نحو العلم الذي استأثر الله تعالى به، دون مطلق العلم الشامل للظن وما يُشبهه... ].(٢)
النتائج
وخلاصة ما تقدم ينحصر في النقاط الآتية :
١. علم الساعة من حيث : موعدها، ووقتها ليلاً أو نهاراً، أو صيفاً أو شتاءً، وكذا بعد.. كم من السنين، والأيام... الخ، وعلى وجه التفصيل، هو مما أُضيف علمُهُ إلى الله - عز وجل -، لا يُطلع عليها بشراُ، ولانبياً مرسلاً، ولا ملكاً مقرَّباً.
وما عُلم من أحوالها، هو غير موعدها اليقيني، وما عُلم من أمرها فهو إجمالٌ، لا تفصيل.
٢. علم نزول الغيث أو المطر : لا يُعلم يقيناً أنَّ النازل غيثٌ أم مطر، ولا لحظةَ، ولا موضع، ولا كميَّة سقوطه.

(١) ١٠٢) نقلا عن الآلوسي - ٢١ / ١١٢.
(٢) ١٠٤)... الآلوسي ـ ٢١ / ١١٢.


الصفحة التالية
Icon