وهكذا روى عن الحسن البصري، وأيوب السختياني، وسليمان / التيمي، وخلق من التابعين. وعن مالك بن أنس، والليث بن سعد وسفيان الثوري، وابن أبي ليلى، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأمثال هؤلاء من الأئمة. وكلام هؤلاء الأئمة وأتباعهم في ذلك كثير مشهور، بل اشتهر عن أئمة السلف تكفير من قال : القرآن مخلوق، وأنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، كما ذكروا ذلك عن مالك بن أنس وغيره.
ولذلك قال الشافعي لحفص الفرد ـ وكان من أصحاب ضرار بن عمرو ممن يقول : القرآن مخلوق، فلما ناظر الشافعي، وقال له : القرآن مخلوق ــ قال له الشافعي : كفرت بالله العظيم، ذكره ابن أبي حاتم في الرد على الجهمية، قال : كان في كتابي عن الربيع بن سليمان قال : حضرت الشافعي، أو حدثني أبو شعيب، إلا أني أعلم أنه حضر عبد الله ابن عبد الحكم، ويوسف بن عمرو بن يزيد، فسأل حفص عبد الله قال : ما تقول في القرآن ؟ فأبي أن يجيبه، فسأل يوسف بن عمرو فلم يجبه، وكلاهما أشار إلى الشافعي، فسأل الشافعي فاحتج عليه وطالت فيه المناظرة، فقام الشافعي بالحجة بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وكفر حفصًا الفرد، قال الربيع : فلقيت حفصًا في المسجد بعد هذا فقال : أراد الشافعي قتلى.
وأما مالك بن أنس، فنقل عنه من غير وجه الرد على من يقول : القرآن مخلوق، واستتابته، وهذا المشهور عنه متفق عليه بين أصحابه.


الصفحة التالية
Icon