ومن قال ذلك لم يعرف حد القديم، وادعى قدم الأعراض وتقطع القديم، وتقطع القديم عرض لا يقوم بقديم، ومن اعتقد أن كلام الله القائم بذاته على حد تلاوة التالي من القطع والوصل، والتقريب والتبعيد والبعدية والقبلية فقد شبه الله بخلقه؛ ولهذا روى في الخبر ( أن موسى سأله بنو إسرائيل : كيف سمعت كلام ربك ؟ قال : كالرعد الذي لا يترجع ) يعني : ينقطع، لعدم قطع الأنفاس وعدم الأنفاس، والآلات والشفاه /واللهوات، ومن قال غير ذلك وتوهم أن الله تكلم على لسان التالى، أو الكلام الذي قام بذاته على هذه الصفة من التقطيع والوصل، والتقريب والتبعيد ـ فقد حكم به محدثًا؛ لأن الدلالة على حدوث العالم هو الاجتماع والافتراق؛ ولأن هذه من صفات الأدوات. ا هـ.
قلت : فهذا الذي قاله ابن عقيل أقل خطأً مما قاله البَرْزَبَيْنِيّ، فإن ذلك مخالف للنص والإجماع والعقل مخالفة ظاهرة؛ فإنه قد ثبت بالنص والإجماع أن من تكلم في الصلاة بكلام الآدميين عامدًا لغير مصلحتها عالما بالتحريم بطلت صلاته بالإجماع، خلاف ما ذكره القاضي يعقوب، ومتى قصد به التلاوة لم تبطل بالإجماع، وإن قصد به التلاوة والخطاب ففيه نزاع، وظاهر مذهب أحمد : لا تبطل، كمذهب الشافعي وغيره. وقيل : تبطل، كقول أبي حنيفة وغيره.