هذه تفسير آيات أشكلت حتى لا يوجد فى طائفة من ( كتب التفسير ) إلا ما هو خطأ فيها.
منها قوله :﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ.... ﴾ الآيتان [ البقرة : ٦٢، ٦٣ ]، فهو ـ سبحانه ـ وصف أهل السعادة من الأولين والآخرين، وهو الذى يدل عليه اللفظ ويعرف به معناه من غير تناقض، ومناسبة لما قبلها ولما بعدها، وهو المعروف عند السلف، ويدل عليه ما ذكروه من سبب نزولها بالأسانيد الثابتة عن سفيان، عن ابن أبى نَجِيح، عن مجاهد، قال سلمان : سألت النبى ﷺ عن أهل دِينٍ كنتُ معهم. فذكر من عبادتهم، فنزلت الآية. ولم يذكر فيه أنهم من أهل النار، كما روى بأسانيد ضعيفة، وهذا هو الصحيح كما فى مسلم :( إلا بقايا من أهل الكتاب ).
والنبى ﷺ لم يكن يجيب بما لا علم عنده، وقد ثبت أنه أثنى على من مات فى الفَتْرَة [ الفًتْرَة : ما بين كل نَبِيًّن ]، كزيد بن عمرو وغيره، ولم يذكر ابن أبى حاتم خلافا عن السلف، لكن ذكر عن ابن عباس ثم أنزل اللّه :﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا ﴾ الآية [ آل عمران : ٨٥ ]، ومراده : أن اللّه يبين أنه لا يقبل إلا الإسلام من الأولين والآخرين، وكثير من السلف يريد بلفظ النسخ رفع ما يظن أن الآية دالة عليه؛ فإن من المعلوم أن من كذب رسولا واحداً فهو كافر، فلا يتناوله قوله :﴿ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ ﴾ إلخ [ البقرة : ٦٢ ].
وظن بعض الناس أن الآية فيمن بعث إليهم محمد ﷺ خاصة، فغلطوا، ثم افترقوا على أقوال متناقضة.
وقال شيخ الإسلام ـ قدَّسَ اللَّه روحهُ :