الرابع : أنه مخلوق بيدى الله ـ تعالى ـ كما قال تعالى :﴿ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾ [ ص : ٧٥ ]، وهو كالأثر المروى عن النبي ﷺ مرسلاً، وعن عبد الله بن عمرو في تفضيله على الملائكة، حيث قالت الملائكة : يارب، قد خلقتَ لبنى آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون ويلبسون وينكحون؛ فاجعل لنا الآخرة كما جعلتَ لهم الدنيا، فقال :( لا أفعل ). ثم أعادوا. فقال :( لا أفعل ). ثم أعادوا. فقال :( وعزتي، لا أجعل صالح من خلقت بَيَدَيَّ كمن قلت له : كن فكان ).
الخامس : أنه لو فُرِض أنه أفضل، فقد يقال : إكرام الأفضل للمفضول ليس بمستنكر.
سئل الشيخ ـ رَحِمَهُ الله ـ عن قوله تعالى :﴿ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ ﴾ الآية الكريمة [ الأعراف : ٢٧ ]. هل ذلك عام لا يراهم أحد، أم يراهم بعض الناس دون بعض ؟ وهل الجن والشياطين جنس واحد ولد إبليس، أم جنسين ولد إبليس وغير ولده.
فأجاب شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية ـ رحمه الله ورضى عنه آمين ـ فقال :
الحمد لله، الذى في القرآن أنهم يرون الإنس من حيث لا يراهم الإنس، وهذا حق يقتضى أنهم يرون الإنس في حال لا يراهم الإنس فيها. وليس فيه أنهم لا يراهم أحد من الإنس بحال، بل قد يراهم الصالحون وغير الصالحين أيضًا، لكن لا يرونهم في كل حال، والشياطين هم مَرَدَةُ الإنس والجن، وجميع الجن وَلَد إبليس. والله أعلم.
وَقَال شيخ الإسلام ـ قدسَ الله روحُه :


الصفحة التالية
Icon