وفي الصحيحين عن النبي ﷺ أنه كان يقول في افتتاح الصلاة :( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الدَّنَس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والبَرَد والماء البارد )، وفي الصحيح أنه كان يقول في دعاء الاستفتاح :( اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت،/أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعًا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )، وفي الصحيح ـ أيضًا ـ عن النبي ﷺ أنه كان يقول :( اللهم اغفر لي ذنبي كله، دِقَّه وجِلَّه، علانيته وسره، أوله وآخره )، وفي الصحيحين عنه ﷺ أنه كان يقول :( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي هَزْلي وجِدِّي، وخطئي وعَمْدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت ). ومثل هذا كثير في الكتاب والسنة.
وقد قال الله تعالى :﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [ محمد : ١٩ ]، فتوبة المؤمنين واستغفارهم هو من أعظم حسناتهم، وأكبر طاعاتهم، وأجل عباداتهم التي ينالون بها أجل الثواب، ويندفع بها عنهم ما يدفعه من العقاب.
فإذا قال القائل : أي حاجة بالأنبياء إلى العبادات والطاعات ؟ كان جاهلا؛لأنهم إنما نالوا ما نالوه بعبادتهم وطاعتهم، فكيف يقال : إنهم لا يحتاجون إليها، فهي أفضل عبادتهم وطاعتهم.