فأما قوله :﴿ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ ﴾، ولم يذكر :( البرد )، فقد قيل : لأن التنزيل كان بالأرض الحارة فهم يتخوفونه، وقيل : حذف الآخر للعلم به، ويقال : هذا من باب التنبيه؛ فإنه إذا امتن عليهم بما يقي الحر فالامتنان بما يقي البرد أعظم؛ لأن الحر أذي، والبرد بؤس، والبرد الشديد يقتل، والحر قَلَّ أن يقع فيه هكذا، فإن باب التنبيه والقياس كما يكون في خطاب الأحكام يكون في خطاب الآلاء وخطاب الوعد والوعيد، كما قلته في قوله :﴿ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ
أَشَدُّ حَرًّا ﴾
[ التوبة : ٨١ ] مثله من يقول : لا تنفروا في البرد فإن جهنم أشد زمهريرًا، ( ومن اغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما الله علي النار )، فالوحل والثلج أعظم ونحو ذلك.
وفي الآية شرع لباس جنن الحرب؛ ولهذا قرن من قرن باب اللباس والتحلي بالصلاة؛ لأن للحرب لباسا مختصا مع اللباس المشترك، وطابق قولهم اللباس والتحلي قوله :{ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ


الصفحة التالية
Icon